أنفلونزا الطيور – قصة قصيرة
ها قد حانت الساعة الثانية عشر و يجب أن أعود لبيتي بعد هذا اليوم الشاق من العمل .
أترك بستاني و أتقدم نحو بيتي القريب بخطوات هادئة .
أسمع صوتا غريبا فألتفت من حولي و إذ أجد دجاجة جارنا تخرج صوتا لم أسمعه من قبل و كذلك أجدها تترنح بالقرب مني و من ثم تسقط على الأرض..!!
بدأ الرعب و الخوف أيضا يتسلل إلي فما الذي أصاب هذه الدجاجة ..؟؟
أفكارا و نقاط متضاربة تتضارب داخل عقلي و لكن فجأة ترسخه لدي نقطة واحدة لا غير و هي أن الدجاجة مصابة بمرض أنفلونزا الطيور.
فهذا المرض أنتشر في كل العالم و مات بسببها مائة شخص حتى هذه اللحظة و يبدو أن هذا العدد سوف يزداد بموتي أنا ..!!
ماذا أفعل..؟؟
أين سوف أذهب ..؟؟
من سوف يرعى و يهتم بزوجتي و أبني الصغير…؟؟
تقدمت بخطوات يائسة نحو بيتي و مستسلما للقدر .
توقفت بالقرب من البيت بعدما وصلت حيث أنني أبعد عن البيت عدة أمتار لأنني سمعت بالتلفاز بأن اقتراب المصاب بهذا المرض من الناس الآخرين سوف يساهم بنشر العدوى و نقل المرض لهم كذلك .
و بدأت بالصراخ مناديا زوجتي ففتحت زوجتي الباب و هي تنظر إلي و علامات الاستغراب مرسومة على وجهها .
فقالت لها :
لقد نقل إلي مرض أنفلونزا الطيور و يبدو أن هذه هي ساعاتي الأخيرة في هذه الحياة.
فصرخت زوجتي :
ماذا تقول…؟؟
فأعدت القول مرة أخرى لزوجتي :
لقد نقل إلي مرض أنفلونزا الطيور.
فإذ أجد أبني الصغير يقترب من البيت من بعيد و زوجتي مصدومة مما قالته و واقفة من شدة الصدمة .
و عندما قارب أبني الصغير من الاقتراب مني قالت له :
أبتعد أبتعد هي .
فقال أبني الصغير لي :
ماذا بكم أهذا جزائي بعدما قتلت دجاجة جارنا المزعجة التي تنبش كيس النفايات التي نرميه كل يوم .
فقالت لأبني الصغير :
ماذا هل قتلت أنت دجاجة جارنا ..؟؟
فقال أبني :
نعم لقد رميتها بعد حجرات صغيرات حتى رأيتها تترنح من بعيد و ماتت .
و بعدما انتهى أبني الصغير من الكلام فهمت الموضوع أنا و زوجتي و علمت بأن الدجاجة ماتت بسببه و ليس بسبب إصابتها بمرض مرض أنفلونزا الطيور مثلما كنت متوقع و خائفا